أشنق العضو الأول الأصل أخنق النشوة بين يدي و الروح بينهما تتراقصها أمواج الريح بالكلمة أرسم تدني الجسد أراوغ عقلي أماطله أنكش في خباياه عن نزعات الجنون و التفرد المطلق أتناسى أني ولدت مكوما كعمامة الفقيه و نشأت مكوما داخل ذاكرة العبث

29 septembre, 2006

اللسان


لقد اضطر أن يقوم لسانه بجبيرة أخذت مقاساتها من دار القرار و نسف الاسرار
كلام كالرصاص ينفذ الى ذاخله،أحكام...قرارات ...أصفاد و مخبرون بأنياب طويلة
جنود ببنادق لغتها فصل الرأس على الجسد
الكل تجمهر في ساحة القنص ، المحادية و المعادية لمدينة الغبار و الاشعار ،الكل ينادي بصوت واحد ، الكل يتكلم لغة واحدة
عجلوا بتنفيد الحكم،انزعوا لسانه...افقأوا عينيه...جردوه من أحاسيسه و حواسه و الوطن.لم يستطع أن يمنع أذنيه من التقاط هذا الصخب العارم،هذا السيل الجارف من النداءات و الصراخ الجارح ، بكى بكاءا على الأرض و العرض. تذكر كلام مدرسه عن الحواس الخمس و دورها في حياة بني البشر ، ركز كثيرا على حاسة الذوق
مادام المقصود الأول في حكمهم هو لسانه
قال له كبيرهم و في يده شفرة:افتح فمك و اخرج لسانك الطويل ،الذي طالما تطاول
على القرارات و أهلها
تمهلوا و لا تتعجلوا المشهد الحتمي
امنحوني فرصة ترتيب أفكاري/حواسي
تريدون لساني؟لكم ذلك
لكن اسمحوا لي أن أستخذمه للمرة الأخيرة
اسمحوا لي أن أقول كلمة واحدة أخيرة
عم السكون أرجاء ساحة الألسن المحنطة
وضع لسانه الطويل بين أسنانه، ضغط بقوة مستعينا بيديه
سقط اللسان الطويل بين رجلي كبيرهم
أخذه بين يديه،تفحصه بدقة ثم قال:
الكلام مباح لكن في حدود رسم الذات لذاتها و رسم الوطن
علي مفتاح
قصة قصيرة

28 septembre, 2006

بيسان و التطبيع

لقد قرر ان يقتل بداخله حب الأرض و حب امتلاكها،و أن يمضي الى حيث اللامحدود.لقد قرر أن يتخلص من ادمانه اليومي على تجريد الواقع من ملابسه الداخلية
قبل أن تطأ قدماه أرض عالمه المتخيل الجميل،فوجئ بوجود آدمي عليها،و قد أسرعوا لاستقباله ببنادق و مسدسات تحمل توقيع انسان الارض
سمع صوتا جهوريا يأمره برفع يديه الى أعلى.تقدم منه شخص قوي البنية ،فتشه،لم يجد شيئا عنده،سوى ورقة صغيرة كتب عليها:ًهذا انسان أتعبته إنسانيتهً
حملق الرجل في وجهه قليلا،و بلهجة تحمل في نبراتها أنين المخافر سأله
ما اسمك؟
صابر
اسم الاب؟
عبد الصبور
اسم الام؟
صابرين
بلدتك؟
صابرستان
و ما الذي اتى بك الى هذا المكان؟
نفاذ صبري
اسمع يا أخ صابر إننا نعرفك جيدا و نعرف من أنت و من تكون.لقد توصلنا بإشارة من الأرض يخبروننا فيها بقدومك الى هنا،فكن متعاونا معنا حتى نتم هذه المهمة بسلام
و حتى و أنتم بعيدون على الأرض تراكم تتحدثون عن السلام و أياديكم تلوح لجرائم مرتقبة
اخرص يا ولد ال...يجب أن نعلمك أولا كيف تخاطب أسيادك.خذوا هذا الكلب الأجرب الى بيت الضيافة
دخل صابر الى العنبر الكبير الواسع و هو منهك القوى لا يقدر على المشي،من جراء ما لحق به من ضرب و تعذيب.سرح بعينيه داخل الزنزانة و كأنه يبحث عن وجوه ألفها
في زنازن الأرض.سمع صوتا يناديه باسمه
صابر ،صابر إننا هنا
لقد كان المكان مملوءا عن آخره.راى عدة وجوه كان يعرفها فقط من خلال الصحف و المجلات،و لم يسبق له ان التقى بها مباشرة
وقف الجميع مهللا و مباركا قدومه عندهم،كان تصفيق الرجال و زغاريد النساء
مدويا في الزنزانة .لقد كان المشهد مؤثرا لدرجة أنه أحس برغبة ملحة في البكاء
تقدم منه رجل في عقده الخامس،يحمل ريشة و رسم كاريكاتوري ُكتب عليه:حنظلة
على سطح القمر. ربث على كتفيه ثم قال:لا تبك يا صابر فلقد انتهت رحلة عذابك بانتصار انسانيتك و بهزيمة وحشيتهم،لقد عبرت جسورهم المكسورة بصبر الأنبياء.تجلد فلا مكان هنا للدموع
رفع رأسه من جديد بحث في جيوبه عن منديل يجفف به دموعا انهمرت على لحيته الكثة
كالطوفان.لم يجد اي شيء .اقتربت منه صبية في عقدها الاول،تحمل في يدها دمية ،قبلته على خده ،و بطرف معطفها الصغير مسحت دموعه،و بصوت خافت يحمل في نبراته جرحا دفينا قالت:كفاك بكاءا يا عم صابر اننا نعمل هنا و باستمرار على ترميم ما ألحقته سكينة الارض بنا.فكن قويا بسخريتك منها،و لا تكن ضعيفا ببكاءك عليها و على نفسك
انظر الى هذه الوجوه التي امامك انهم جميعا من ضحايا الكلمة،لقد استعذبوا المكان و استصاغوه لا لشيء سوى لان بالكلمة نحيا و بها نموت
حملها و دميتها بين يديه،قبلهما معا و كأنه يقبل جسدا واحدا موحدا
ما اسمك يا صغيرتي؟
انا اسمي بيسان،لقد احضروني الى هنا خطأً اذ كان المقصود الاول في حكمهم هو خالي غسان،ذاك الواقف هناك صحبة أم سعد هل عرفتهما؟
نعم نعم أعرفهما ،و أعرف تفاصيل رحيلكم من الأرض،لكن استبشري فبعودة غزة و اريحا عاد الينا الوطن
لا لا وطني ليس هو غزة و اريحا فقط،بل أوسع من ذلك.وطني هو الخليل هو حيفا و يافا و الراملة و الجليل.وطني يا عم صابر هو القدس
قالت قولها هذا و جلست تهمس في أذن دميتها بصوت مبحوح مجروح:ًاليس كذلك؟؟أليس كذلك؟؟ً
نظر إليها نظرة عمرت ظهراً ثم راح يسبح بخياله في فضاء مليء بخطابات تحكي زمن التطبيع.رأى وجوها تلاشت ملامحها،ظل يحملق فيها محاولا مساءلتها.فتح عينه اليمنى رأى نفسه ممدداً على سريره الطويل و المريح،و بجانبه امرأة أو ربوة من اللحم-كما كان يسميها دائما-و قد ملأت غرفة النوم بشخيرها ،أما عينه اليسرى فقد ظلت متمسكة بصورة الصبية و هي تصيح مخاطبة دميتها:ًوطني يا عم صابر هو القدس ،وطني يا عم صابر هو القدسً
علي مفتاح
قصة قصيرة

27 septembre, 2006

أوراقنا الخمسة


مخبر لكل قلم
و رصاصة لكل كلمة
و الاجساد المنبطحة
على ظهر قمر ساخر
تكتب قصيدتها الأخيرة
قصيدة للأرض
و الوطن
للموت
و الكفن
في المخفر
حيث السنة بفصل واحد
ممطر على أقبية الرفض
مشمس في حدود دفء ملغوم
مقفر على الدروب الممططة بالأحلام
تكتب وصيتها الأخيرة
تعي معنى المرادفات
مخبر=قلم
رصاص=كلام
و للسوط فضاءات خلاقة
يعلم الرضيع قبل الشيخ
معنى الهمس
و خشية الظل
ينظر اتراجيدية المشهد الأخير
حيث البطل يعوي و يعوي
ينسج قماشه الأبيض/كفنه
من سكون ليل زنزانته
و من ريش بومة
اختارت الحياد و نقل الصور
انها لعبة الأوراق يا رفيق
خمس لكل مواطن صالح
خبز و ماء
و جنس و ضياء
ملبس و رداء
صلاة للسماء
تصفيق و غباء
أما الذين فضلوا
معانقة القمر بصدر عار
يستحمون بالثمالة
و ردع العبر
فلهم منا السلام
الأمن و الأمان
رغم كل هذا و ذاك
تقرر تجفيف عرق السنين
و ملامحها الأطلسية
تبدد السحاب
و قصائد الاسترزاق
تقلب الأوراق الخمسة
و تصيح
قلم لكل مخبر
و كلمة لكل رصاصة
علي مفتاح
28/12/1993
قصيدة من ديوان
أبو الاعتقال علي المسجون

عرب


عرب الغباء
عرب البغاء
حدودهم من الرباط
الى جدة
الى صنعاء
يبيعون الضمير و العرض
في الاسواق السوداء

يمارسون الشدود السياسي

بلا خجل

في الخفاء و في العراء

يقتاتون من لحم الأطفال

و من نهود النساء

يبصقون على الله صيفا

ثم يطلبون العفو

ان تعطلت الشتاء

خمس مرات

يركعون لواضع الأرض

رب السماء

أن يهبهم الخصر

و الردف و النهد و الثراء

نحن عرب الاستكانة

نلعق الرمل

و نتجرع النفط

عوض الماء

بالأمس حملوا تاريخهم

الى قمامة هيفاء

و اليوم باعوا بغداد

مقابل ابتسامة من أمريكا

و أتباعها الحلفاء

فكيف لنا أن نعيش

في وطن صار الضمير فيه

لاجئا سياسيا

يقتاد الى المقصلة

في الصبح

و في المساء

علي مفتاح

2003

تازمامارت


حل عام الحديد
و بدا اللون لونا آخر
أحمر فاقع
على شفة مثلجة بحمى الدروب
أنكش في تربة الشاوية
عن لون الحرية
لم أجد سوى غل و قيد

حزن و ألم

تازمامارت:اسم اخترق السماء

و ابتلع الاسماء

لوحة فنية أصاغتها أياد

ملطخة بألوان لا لون لها

سألت عمر عن المهدي

فسألني عن نفسي و عن الآخرين

قلت:لقد اختصروها يا عمر

في لون واحد يطفو على السطح

بمساحة الفقر و الجوع

انه تازمامارت

الابن البكر للعلو يا أشعري

نعم:جاهز قرارهم

و جاهز رصاصهم

و نافد قرارنا

لن تمر المهزلة

جرح امتزج بهول الحقيقة

و ألم الكتابة

و الكل يصفق لبزوغ عام جديد

عفوا عام الحديد

فكان الربيع ربيعا في الشاوية

و كانت الارض حبلى بالابداع

راجع ما دبج راجع

و خبرني عن تباين الأبيض و الأسود

الكتابة و الظلمة

الشاوية و تازمامارت

علي مفتاح

1992

أنياب النفط


شاردة تبحث عن ظل
لهول الصمت
تارة تبكي
و تارة تضحك
هي المسطرة
على دفاف الرمل الخليجي
وقفت أمام الملأ
لتطرح السؤال ذاته
كي تمضي منقبة
عن جمجمة أكلها الصدأ
في فردوس قصديري
قالت:و قولها
خاتمة دعاء مطول لجنازة
أين هي حلمة رضيعي؟
هل افترستها أنياب
النفط الوحشية؟
و جاء الجواب متناثرا صداه
كما الصرخة في الجمجمة:آه
يا زمان البكاء و المأتم
ظلنا شبح يرقص
تحت الأضواء الكاشفة
و جسمنا ضجيع مغرم
هل لرضيع حزيران أن ينسى الفجيعة؟
و قطرات الحليب
الممزوجة بالتراب
على صدره و الفم
علي مفتاح
1990

قسمات صمت صارخ


في مثل هذا اليوم يخرج من بطن أمه
مكوما كعمامة الفقيه
يصرخ....و يصرخ
الكل يغني لخروجه...و هو يصرخ
ذكورية المجتمع حيت خروجه...و هو يصرخ
زغاريد
هتافات
ولائم
و الشمعة الكبيرة تضيئ المكان
تحرق عقود العقم
تحولها الى رماد و ذكرى
كبر
و كبر معه توأمه /صراخه
على أرصفة الذكرى يقف كاللقلاق
على رجل واحدة
يصرخ صحبة أترابه ضد الصمت
و ضد الحناجر المعطلة
يبصق على السكون و الرتابة
يحيي الطبيعة و ثورتها المستديمة في عالم الأصوات
و هي التي علمته معنى الصراخ و مغزى الكلام
الذي يخترق الجماجم المتحجرة
يحاول كالببغاء محاكاة هدير الرياح
و أزيز الرعود
و قرع الطبول
يحمل سيفه في يده/صراخه
سيقطع كل الأجساد المنطوية على ذواتها الانطواء الوثوقي
حيث لا صوت و لا صراخ
فأن تقول نعم صمت
و أن تقول لا كبت
و الصمت على الصمت صمت متطرف متياسر
و ما بين الصمت و الصمت الآخر تلوح في الأفق بؤرة الصم و البكم
و هو بين هذا و ذاك
يحاول مرغوما نسج عباءة الاختلاف
يزيح عن أفواههم خيوط عنكبوت
يفتح فمه يستعدون للسقوط
يصرخ في وجوههم
يتمسكون بالخيوط
علي مفتاح
نص نثري 1996

امرأة من الجليل


سرَقتْ شمسا بيد
و قمرا بأخرى
مسحت دمعة
أقبرت قلعة
كانت امرأةً في الستين
مشدوهة بعبق الحنين
لشجر الزيتون
و البرتقال
لأطفال صاروا
بحجرهم أبطال
مع الشهب تطفو على الجليل
تنتشل جثة
و أخرى
و الثالثة ملقية على ظهرها
تنحث أنشودة من قصب
و بسمة من حطب
تبصق على الخمسة الكبار
تلعن تواطؤ القصيدة
و عتمات الأحلام
هي الريح
أو من الريح أطلت
هزت رفوف هيأة الأمم
و قظمت أعالي القمم
نزلت تنشد الصبر
ترثي القبر
تهجو الصبر
أكمة الأنخاب هي
عري ضلوع
استعذبت دفء الأسرة
كانت أنثى ليس الا
كانت ضلعا أعوج ليس الا
كانت ناقصة عقل ليس الا
و كانت
و كانت
و ظلت كائنة
تلقن الصغار
معنى أن نكون أو لا نكون
أن نحمل البنادق و الحجر
أو نخون
أن نقطع نسلهم
أو نرمى في السجون
كانت و لا زالت
امرأة في الستين
تلد طفلا
و ترضعه حب الحجر
تسكب في فمه
شموخ القمر
و اذا ما سقط كأوراق الشجر
تطمره مع أترابه في الحفر
علي مفتاح
قصيدة من ديوان

وحل الذكرى


بعد النزيف الأول
قررت أن أبصق على الزمن
أن أخيط كفنا للعشق
و القلب و لعشتروت
قررت الا أقرر بعد اليوم
أن أمضي عن وحل الذكرى
حتما سأكون هناك
محاطا بدفء الحمق و الجنون
قد تموت الكلمة بين يدي
لكن لن أنسى حروف الأبجدية
لن أنسى أنها وقفت يوما
ضد الضاد و ضدي
**********


أشنق العضو الأول الأصل

أخنق النشوة بين يدي

و الروح بينهما

تتراقصها أمواج الريح

بالكلمة أرسم تدني الجسد

أراوغ عقلي أماطله

أنكش في خباياه

عن نزعات الجنون

و التفرد المطلق

أتناسى أني ولدت

مكوما كعمامة الفقيه

و نشأت مكوما

داخل ذاكرة العبث

علي مفتاح

الى بوخيام أمينة

مع حقدي

قلب كالحجر


للريح للمطر
نردد قصائد عصماء
مختومة من حجر
ألامس ذكراك
فوق طيف النار
على وجه القمر
نسحب كل يوم
و بدون توقف
لذكرانا
و للقاء الأول
تذاكر سفر
أنقب في خلايا عينيك
عن بسمة جديدة
عن عالم اللاضجر
و هكذا كتب للسندباد
أن يظل تائها
يلتهم ذكرياته
كما النار على الشجر
حبيبتي
ما عاتبتك قط
لكن أعاتب فيك
قلبك المتصلب
كالحجر


علي مفتاح
1994
الى بوخيام أمينة
مع حقدي

سارقة الأحلام


اليوم جئتك
من بلاد الحمام
أحمل في يدي
حقيبة حب
شوق و سلام
أرسم على شفتيك
ألف قبلة
و أقول في عينيك
أحلى الكلام
فمذ عرفتك يا حبيبتي
و أنا لا أملك شيئا
سوى الكلام

اليوم سأطلبك لنفسي

فاستعدي

قولي لهم :

أن من أحبه اليوم آت عندي

سيسكب على شفتي

و فوق حلمتي

رحيق ورد

فان سألوك يا حبيبتي

ما سره؟

قولي لهم يحبني

من العالمين

يحبني لوحدي

قولي لهم:

قد حضر من بلاد الحمام

هوايته العيش في سلام

مهنته دبج الكلام

جاء من أجلي أنا

سارقة الأحلام

طرقت بيتها

طالبا أهلها

سمعت خلف الباب

سؤالا يستدعي جواب

عمن أنا و من أكون

قلت أنا شاعر السلام

جئت من أجل القلب

الذي ظل خمسة أعوام

يسمعني أحلى كلام

أحلى أنغام

قال :أين مهرها؟

قلت :

قلت:ركام شعر

حقيبة فكر

و حبي لها صلب

صلابة رخام

قال:امضي يا فتى

أجبني الى متى؟

ستظل تائها

و ليس رصيدك

سوى القول

سوى الكلام

و هكذا يا حبيبتي

مزقت قصائدي جميعها

و أحرقت بداخلي الأحلام

لا لشيء سوى لأن دبج الكلام

في مرفأ بلد مثقل بالألغام

محكوم عليه بالاعدام

علي مفتاح

الى بو خيام أمينة

مع حقدي

26 septembre, 2006

نبأ الذبول


باسم الجريح
باسم المقتول
جئت أحمل اليك
نبأ الذبول
أخنق الذكرى بين يدي
و أشنق حبنا الخجول
فأنت يا سيدتي
امرأة لا تهواني كحبيب
بل كرجل فحل
أشد الفحول
يركع تحث قدميك
و يسمعك حبه
بالأجراس و الطبول
كلا فالالتحام مشلول
و البين معقول
و الحب بيننا مقتول مقتول

علي مفتاح
قصائد لبوخيام أمينة
مع حقدي

فيروس


أمضغ الذكرى
ألوكها
و الحجر الملقي على صدري
يعلمني كيف أنتفض
كيف أسمع للسراب
صوتي المجروح
فضاء بفيروس
متعدد الرؤوس
و الجسد المنبطح
موحد واحد
علي مفتاح
1990

موكب جنازتي


متى تحجزين
تذاكرا للسفر
قد مللت من حبك
الملغوم بالخبث و الغدر
أتحاشى طوفانك لساعات
يداهمني عند مطلع البدر
المرأة العربية
همها جنس
امتلاك رجل
كقنينة عطر
تتعطر به كلما شاءت
في وضح النهار
في الصبح عند الفجر
تراقص الأموات
تضاجع الولاة
كي يحفظوا ذكرها
من الضياع من الهجر
فأنت الرعب
أنت الحب
أنت موكب جنازتي
الذي يأخذني الى القبر
اشكري مولاك
و اكثري من الشكر
فلولا صفاء قلبي
ما قلت فيك قط
قصيدة من الشعر

علي مفتاح
كانت اخر قصيدة أكتبها لحبيبة الدراسة
بوخيام أمينة مع حقدي

صمت ملغوم

النهاية:
على أرض الصمت
وطأت قدماي
اقتلعت قنبلة
زرعت سنبلة
نسفت
و أعدمت مقصلة
شكوت الى الصمت صمتي
فكان الرد مهزلة
أبحرت سافرت
هاجرت من نفسي
الى نفسي
فكانت الثانية بلا نفس
بلا روح
و أنا ذو الصوت المبحوح
أنكمش داخل صمتي
أحملق في يوسف و قميصه
الملطخ بلون الخطيئة
أتلذذ صمت اخوتهو تواطؤهم
أضم صوتي لاصواتهم
ضذ الذئب و رمال الصحراء
أفتح عيني
أجدها تبكي
دون أن تدرف عبرة
أصيح
أنوح
و أنا الذي استأصلت حنجرته
لم تكتمل فرحته
حملت صمتي على ظهري
به حفرت قبري
فكانت تلك النهاية
2- البداية
سرت بين القرى
أبحث عن صوت مستعار
به أمحو هذا العار
الذي التصق بي
أو التصقت به
دبجت شعرا
استعرت فكرا
فلا الشعر شعري
و لا الفكر فكري
فتحت فمي
انبثقت قنبلة
هزت جذور السنبلة
فكانت تلك بداية النهاية
و نهاية البداية
علي مفتاح
خريف 2003

الأقفاص

جردوا الاقفاص
من رماح المسافات
و اخبرونا ما ستفعلون
احتكموا الى القاة
المشحون برغبة التعقل
و انظروا فلسطينكم
كيف كانت
حورية تدافع عن أنوثتها
بحمق بجنون
و انظروا فلسطينكم
كيف صارت فتى بنهدين
ينعل رجولته مرتين
مفتاح علي
1990

زمن الصفر


حل زمن الصفر
و لم يعد هناك وقت
لسفر الكلمات
فليمزق كل منكما
ذكرياته الموشومة
على سطح الذاكرة
ان كان عليه
- و الضمير يعود عمن لا ضمير له
فقد أفرغ ما تبقى
من لحظات حياته
في قنينة من طين
سيهديها عند مطلع العام الماضي
الى حبيبة بغت
من هناك حضر يحكي
- و الضمير يعود عمن لا حضور له
قصة طوفان حلزوني
فمن منكما سمعه
و لم يحرق أوراقا
تكدست فوق صدره ؟
لا أحد
اذن سيكتب لكما
معانقة سماء
تنخر الفكر بنعم و لا
و ستلدان ان شاء الله
أطفالا من دخان
يا للعار
************
علي مفتاح
من ديوان

قصائد لها

-1-
في مرفأ الزمن
كنت أبحث دائما
عن بسمة عن وطن
و لما أبحرت في عينيك يا حبيبتي
شعرت أني ملفوفا في كفن
-2-
مللت الانتظار
يعذبني الا تصلي الى قرار
فالحب يا حبيبتي
أناشيد و أشعار
و لم يكن أبد الدهر انتحار
-3-
شكرا لرب العشاق
اذ وهبنا متعة العناق
و جعل حرارة أجسادنا
تخضع لمذاق
فلولاه لكان الحب بيننا نفاق
-4-
أريدك أن تقبلينني بعنف
و أن تنزعي عن جسدك
الأثواب بشغف
حتى لما تلتقي شفاهنا
تتراءى لي حجرتنا
دون حائط دون سقف
-5-
عندما أرى طفلك
يلتهم نهدك
و لا تبعديه
أتخيله رجلا فحلا
أتمنى لو تخنقيه
-6-
طوبى لهذا القماش
الذي ترتديه
فلو كان بامكاني انا
لقلت: البسيني انا و انزعيه
-7-
عندما تقبلينني و تمضي
و تتركينني لوحدي
أحس أن المكان خراب
و أن الزمن سراب
و أنا بينهما أبحث عن جسدي
-8-
شكرا على تلك الهدية
شكرا على تلك اللوحة الزيتية
فكم تمنيت أن تكوني لي وردة و هدية
حتى أضعك في مزهرية
-9-
أشكوك الى الله رب الخلق
فمذ عرفتك
و أنا أسبح في المجون
و الجنون و الحمق
-10-
كوني من شئت
ابنة أمير أو وزير
أو تاجر و مقاول كبير
و أنا مجرد شاعر ابن مزارع فقير
لكن اذكري دائما
أن الأجساد تتساوى
في بحر الحب على السرير
-11-
عشر سنين
و أنا أقتات من حبك الدفين
و كلما التقيت بك
أحس و كأني جنين
-12-
عندما يحل الظلام
أتخيل نفسي سرب حمام
يحط فوق بيتك
يقبل شفتيك ثم ينام
قصائد لها
2002


عبور الجسر المكسور
مع المد و الجسر
تنهمر الجراح
يخيم صمت قاتل
يموت الليل بين الاضلع
و الاعوجاج الآدمي
جسم فولادي القلب
يمحو ملامح زمنه
بخرقة بالية
دم فاقع اللون
يطفو على السطح
يفقأ عيون المحملقين
يخصيهم جميعا
يعيدهم الى اللحظة الأولى
انه الظمأ يا رفيق
طفل يحاول عبثا
عبور الجسر المكسور
يجتر بنود اتفاق معلن
تدحرجه الأمواج
تقذفه حيث كان
ينسى أو يتناسى زمانه
هذا العابث بحلمتي التاريخ
هذا الجرح الأبدي
هذا المدجج بالويلات
و أصداف الأوبئة
يحاول، يبحث
في أرصفة مدينته الجاحدة
عن قسمات الموت
عن قماش أبيض
عن كفن لذكرى حبيبته...و القمر
يعدو...و يعدو...و يع
لساعات لسنين طويلة
مع كل خطوة
تتعالى الخطابات و الوعود
تحدث شرخا في الرأس
تمزق شرايين سامعيها
صرخة تعمر دهرا
تنفذ من ثقب الجمجمة
علي مفتاح
قصيدة نشرت في جريدة الاتحاد الاشتراكي
صيف 2001


للمعتوه لا لاحد

أن أكون بلا روح
أن أجهض الكلمة
في لحظة ظهورها الأول
تلك هي الثورة
أن أسكب رحيقي
على خليج الورق
و أتنكر لانتمائي له
و انتمائه لي
أن أرى الزمن وجها
تعكسه مرآة مكسورة
شفاه مشلولة توحي بصمت القبور
ألف عين مجعدة
و أذن واحدة
و تصغي الا للطبول
أن أصاب بالعمى
و البكم و الصمم
فذاك رجوع مبارك للجنينية
أن أمشي برجل واحدة
أخطط على الوحل و الرمل
أنشودة التماثل و التناسل
فذاك ايقاع مشاكس
لسمفونية جاهزة
كلا نموت كل يوم بألف عاهة
و البقية مشدوهة
بفضاءات الحمق و الجنون
علي مفتاح
قصيدة نشرت في جريدة الاتحاد الاشتراكي بتاريخ
02/08/2001

سيدتي و مولاتي



سيدتي و مولاتي
سر حياتي و مماتي
ان كان مكتوبا على لوحي ان احبك
ان كان مقدرا لي ان اعبدك
انتشل الحرف من سباته
ادفع اللغة للخطيئة
سيقبل الالف الحاء
انين و آهات
همس و جنس
و الخطاب ذاته
و الانزياح الروحي يحاصرني
أُعيد ترتيب افكاري
لا اجد في المكان غير القصيدة ذاتها
و انت تتربعين على عرش مملكتي
مكللة
متوجة
اميرتي انتِ
من البيضاء الى طنجة
و من طنجة الى البيضاء
أنزل ضيفا
و حقيبة معاناتي في يدي
اطرق باب الصمت الذي يلف المكان
اصرخ:زهرتي انا انسان
و الزهرة ذاتها تلوح للسراب
تنسج بركانا يخلف الخراب
احمل موهوما اشلاء الصورة
تتناثر ابتسامات الجسد الجميل
تلتفت لماضي قد يعود او لا يعود
و ابقى امام الباب الموصود
اخطط الحرف الاول
ز : زمن
ه : هديل
ر : ربيع
ة : أنثى بكل المقاييس
استجمع ما تبقى مني
أرحل و لا أرحل
و تعود الخطابات
و تبقى الابتسامة ذاتها
و الجسد المطرز بالحب و الشعر
يخطط عبر الأثير
وصيتي الاخيرة
او قصيدة لأميرة
علي مفتاح
الى زهرتي الغالية
قصيدة عبر الأثير
25/09/2006